انقسمت مشاعر المصريين ما بين غاضبين وشامتين وهم يتابعون الحريق الهائل الذي شب في مبني مجلس الشوري،
وبينما رأي البعض أن ما حدث خسارة فادحة لمصر، قال آخرون إن ما حدث كان فرصة لإظهار شماتة المواطنين في الحكومة عقاباً لها علي سياساتها الخاطئة،
والمثير أن بعض المواطنين ممن تابعوا الحادث عن قرب صوروا الحريق بكاميرات هواتفهم المحمولة،
فيما حرص آخرون علي التقاط صور تذكارية لهم في موقع الحادث، فيما لم يختلف الأمر كثيراً علي مواقع الإنترنت، التي تراوحت تعليقات مستخدميها ما بين غضب وحزن شديدين، وفرحة عارمة، مشوبة بالشائعات حول أسباب الحريق.
يصف محمد سعيد، موظف، الحريق الذي حدث، بأنه «تهريج»، موضحاً: كيف يفتقد مثل هذا المبني التاريخي المهم وسائل الأمان وإجراءات الأمن الصناعي، ويضيف: إذا كان هذا هو الحال مع مبني الشوري فكيف تسير الأمور في باقي مباني البلد.
وقال أحمد حمدي، طالب: إن ما حدث شيء عادي.. فالأمور في مصر تسير بشكل عشوائي سيئ وليست هناك استراتيجية أو خطط أو اهتمام بالمباني التاريخية ولا المقار الحيوية.. واستطرد: للأسف ضاع تاريخ مصر بفعل الإهمال.
أما هناء محمد، محاسبة، فتقول: إنها فزعت من طريقة متابعة المحطات الأرضية والفضائية للحادث، موضحة أن اعتياد المذيعين إذاعة أنباء الكوارث جعلهم ينقلون الكارثة وكأنها مسلسل تليفزيوني، مشيرة إلي أن تعامل التليفزيون المصري مع مثل هذه الحوادث مؤسف للغاية.
وأبدي أدهم حسن، محام، دهشته من الساعات الطويلة التي استمر فيها الحريق واصفاً هذا التأخير بأنه «غريب»، موضحاً: شعرت كأن هناك مخططاً للإجهاز علي المبني تماماً.. ربما ليستفيد أحد من إعادة بنائه.
واستنكر مواطن، رفض ذكر اسمه، عدم ذهاب أحمد نظيف رئيس الوزراء أو أحد المسؤولين إلي منطقة الحريق لمتابعته، مشيراً إلي أن رئيسي مجلسي الشعب والشوري ذهبا دون باقي المسؤولين، ليبدو كأن مجلس الشعب بيت لا يسأل عنه سوي أصحابه.
أما هبة الله إبراهيم، فقالت إنها غير مهتمة بالحريق أو نتائجه موضحة: «تكفينا مشاكل الغلاء»، معتبرة أنه لو أرادت الحكومة إطفاء الحريق لتمكنت من ذلك إلا أنهم يريدون أن «يشغلوا الشعب» مرة بقانون المرور الجديد،
ومرة بحريق مجلس الشعب، وقالت إنها سعدت للغاية بسبب الحريق، ولكنها كانت تتمني أن يكون في وقت جلسة يجتمع فيها كل أعضاء المجلسين معاً.