ولدي إليك وصيتي عهد الجدودْ ..
الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود !!
نرتاح للإذلال في كنف القيود ..
و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود !
كن دائماً بين الخراف مع الجميعْ ..
طأطيء و سر في درب ذلتك الوضيع !!
أطع الذئاب يعيش منا من يطيع ..
إياك يا ولدي مفارقة القطـيع !!
لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة ..
لا تحك يا ولدي و لو كموا الشفاه !
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه ..
لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه !!
لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ ..
القائلين بأنهم أسد العرين !
الثائرين على قيود الظالمين ..
دعهم بني و لا تكن في الهالكين !
نحن الخراف فلا تشتتك الظنونْ ..
نحيا وهم حياتنا ملءُ البطون !
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون ..
إن الخراف نعيمها ذل و هون !!
ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ ..
فاهرب بنفسك و انج من ظفر و ناب !
و إذا سمعت الشتم منهم و السباب ..
فاصبر فإن الصبر أجر و ثواب !!
إن أنت أتقنت الهروب من النزالْ ..
تحيا خروفاً سالماً في كل حال !!
تحيا سليماً من سؤال و اعتقال ..
من غضبة السلطان من قيل و قال !
كن بالحكيم و لا تكن بالأحمقِ ..
نافق بني مع الورى و تملق !!
و إذا جُرِّرت إلى احتفال صفق ..
و إذا رأيت الناس تنهق فانهق !!
انظر تر الخرفان تحيا في هناءْ ..
لا ذل يؤذيها و لا عيش الإماء !
تمشي و يعلو كلما مشت الغثاء ..
تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء !!
ما العز ما هذا الكلام الأجوفُ ..
من قال أن الذل أمر مقرف !
إن الخروف يعيش لا يتأفف ..
ما دام يُسقى في الحياة و يُعلف !