حزب رابطة الشمال يقرر هدم مركز إسلامي وبناء حديقة على أنقاضه

روما: تمكن حزب رابطة الشمال الإيطالي والذي يطالب بطرد المسلمين من البلاد، من إغلاق المركز الإسلامي الوحيد بمدينة أبيانو بنواحي مدينة فيرونا (شمال شرق إيطاليا) بعد أن مُنع أبناء الجالية الإسلامية بالمدينة نفسها من إقامة الصلاة فيه.

وكان الحزب أكد في وقت سابق أن نجاحه في الانتخابات الماضية ووصوله مع زعيم اليمين الايطالي سيلفيو برسلكوني إلى سدة الحكم, سيكون بمثابة تصد قوي للإسلام والمسلمين, ومواجهة مفتوحة مع من أسماهم بـ"المتطرفين والإرهابيين والمجاهدين الإسلاميين".

ونجح عمدة المدينة وأحد قادة الحزب بأليساندرو مونتانيولي من الحصول على وثيقة من المؤسسة الصحية لإقليم فيرونا تزعم بأن مقر المركز الإسلامي لا تتوفر فيه الشروط الصحية, وغير قابل بالتالي أن يتجمع فيه عدد كبير من المصلين. وجاء قرار إغلاق ـ في إطار حملة الحزب ضد المساجد والمراكز الإسلامية في ايطاليا.

ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن العمدة قوله، أنه سيشرع في القريب العاجل في هدم مبنى المركز الإسلامي وتعويضه بميدان وحديقة سيطلق عليهما اسم الكاتبة الإيطالية الراحلة المعادية للإسلام والمسلمين أوريانا فلاتشي, مبرزا في الوقت نفسه أن مدينته يجب أن تحافظ على هويتها الدينية مع التصدي لجميع الثقافات "الدخيلة عليها" في إشارة إلى الإسلام.

وتبعا لذلك سينظم بعض أتباع حزب رابطة الشمال بصحبة عدد من أبناء مدينة أبيانو, حفلا يوم السبت المقبل, لتقديم الشكر لقادة الحزب لوقوفهم وراء إغلاق المركز الإسلامي الوحيد بالمدينة.

وتزامنا مع ذلك يعيش أبناء الجالية الإسلامية بمدينة نوفارا نفس المحنة بعد أن قرر عمدة مدينتها ماسيمو جوردانو المنتمي إلى نفس الحزب , نقل المركز الإسلامي والمسجد المتواجد بها إلى منطقة أخرى بضواحي المدينة, مرغما المسئولين عن المركز على بيعه وشراء مقر آخر بثمنه.

يذكر أن فلاتشي والتي رحلت عام 2006 ، كانت من أكثر الصحفيين الإيطاليين عداوة للإسلام التي تعتبره " عدوا في عقر دارها" وأنه "لا ينسجم مع الديمقراطية"،و"لا يمكن التحاور معه". وفي مقال لها نشرته صحيفة "كورييري دي لا سيرا" الايطالية عام 2005 ، تقول فلاتشي: " أدانت ما سمته مهزلة التسامح والكذب واندماج المسلمين في المجتمعات الغربية".

وكثيرا ما تتحدث فلاتشي في كتاباتها عن "وهم الإسلام المعتدل" الذي "يزعم أن المتطرفين ليسوا سوى أقلية". وتؤكد "أن العدو ليس أقلية ضعيفة وهو في عقر دارنا". وتابعت "أنه عدو نتعامل معه كالصديق لكنه يكن لنا الحقد ويحتقرنا بشدة. إنه عدو يحول المساجد إلى ثكنات ومعسكرات تدريب ومراكز تجنيد الارهابيين".

وترفض الصحفية الحوار مع الدين الإسلامي لأن "الإسلام هو القرآن والقرآن لا ينسجم مع الحرية والديمقراطية ولا حقوق الإنسان"، حسب زعمها.

مخاوف مسلمي إيطاليا

وكانت الجالية الإسلامية في إيطاليا أكدت في وقت سابق ، إن برلسكوني والمعروف بعدائه الشديد للإسلام والمسلمين اتفق مع حليفه حزب رابطة الشمال المتشدد على تطبيق قوانين جديدة ضد المسلمين، مشيرة إلى أن هذه القوانين ستخلق مزيدا من التوتر بينها وبين المجتمع الإيطالي ومؤسساته.

وأكد عدد من أئمة المساجد والمسئولين بالمراكز الإسلامية بشمال إيطاليا، إن وصول رابطة الشمال واليمين الإيطالي إلى سدة الحكم يهدد التعايش بين الجالية الإسلامية والمجتمع الإيطالي إلى حد الدخول معه ومع قوانينه في صراعات ضحيتها في غالب الأحيان المسلمون.

وقال أحد الأئمة، إن اليمين الإيطالي خصوصا حزب رابطة الشمال, سيلعب على أوتار الخلاف مع الإسلام والمسلمين لتحقيق شعبية كبيرة، مؤكدا أن هذا الحزب المتشدد أعد مجموعة من القوانين الجديدة ينوي تطبيقها عاجلا لمحاربة ما يسميه قادته المتطرفون بالتغلغل الإسلامي داخل المجتمع الإيطالي.

وأضاف "من بين هذه القوانين عرقلة التراخيص للجمعيات الإسلامية التي تنوي فتح مقرات لها تكون بمثابة مساجد، وفرض شروط جديدة على الأئمة بإيطاليا بأن يلقوا خطبهم والآيات القرآنية باللغة الإيطالية, مع ممارسة تضييق إضافي على غالبية المهاجرين بخصوص تجديد رخص إقامتهم.

محاربتهم

لم يخيب برلسكوني والمعروف بعدائه للإسلام والمسلمين ظن الجالية الإسلامية في إيطاليا والتي انتابها خوف شديد بعد وصوله لسدة الحكم للمرة الثالثة، وضم لحكومته الجديدة عناصر متشددة تابعة لحزب رابطة الشمال والتي تسعى لطرد المهاجرين المسلمين من إيطاليا.

وتاريخ برلسكوني مع الإساءة للإسلام والمسلمين طويل وأبشعه كان بعد هجمات سبتمبر عام 2001 وقيام الولايات المتحدة بغزو أفغانستان، حيث شن هجوما حادا على المسلمين ووصف حضارة الغرب بأنها المتفوقة على الإسلام بل وشبه الحرب التي تقودها أمريكا وحلفاؤها ضد ما يسمونه الإرهاب الاسلامي بـ "الحملة الصليبية" مؤكدا أنها ستحرز انتصارا حاسما على الإسلام وتقضي عليه.

وكان مما قاله، أن "الإسلام دين يرفض التعددية ويدعو للعنصرية ويشجع الإرهاب" أي أن الحرب الحالية على الإرهاب والإسلام يشجع الإرهاب إذن هي حرب على الإسلام.

وطالب برلسكوني مواطني الغرب من الأوروبيين والأمريكيين بالعودة إلى ما وصفه حظيرة إلايمان من خلال الحضارة الغربية والتي هي أسمى الحضارات، على حد قوله.

حيث تضمت الحكومة الإيطالية الجديدة أربعة من حزب رابطة الشمال، حيث حصل زعيم الحزب اومبرتو بوسي على حقيبة الإصلاحات، وروبرتو ماروني على الداخلية ويتميز بخطابه العنصري العلني المعادي للعرب والمسلمين، ولوكا زايا على الزراعة وروبرتو كالديرولي على التشريع القانوني، وهذا الوزير سبق وأجبر على الاستقالة من منصبه عام 2006 لارتدائه قميصا يحمل رسوما مسيئة للنبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.