يعتبر الشاي ثاني مشروب شعبي على مستوى العالم بعد الماء،
وأصبح مؤخراً محطاً لاهتمام خاص ومتزايد من قبل الباحثين،
فلقد تبين أن الشاي، بنوعيه الأسود والأخضر، يحتوي على مواد طبيعية
تسمى المواد المانعة للتأكسد، وهذه المواد تساعد في الوقاية من
أمراض القلب والسرطان، وتوجد هذه المادة بكثرة في الخضراوات
والفواكه والشاي، وهناك وظائف متعددة لهذه المواد في النباتات،
منها أنها مضادة للبكتريا والفيروسات، وتساهم في التئام الجروح،
وتوفر وسيلة الدفاع ضد الانقراض والحماية من التأثيرات الضارة
للأشعة فوق البنفسجية، ويتفاوت مخزون هذه المواد التأثيرات الضارة
للأشعة فوق البنفسجية.
ويتفاوت مخزون هذه المواد في الخضراوات والفواكه، وهي توجد بشكل
عام في الأجزاء الخارجية للفواكه والخضراوات، وتحديدا في قشور
الفواكه والأوراق الخارجية للملفوف والخس وغيره.
ونظرا لأن الأجزاء الخارجية للفواكه والخضار غالبا ما يتم التخلص
منها قبل تناولها، فيمكن أن يساهم الشاي في زيادة توفير هذه المواد.
وتشير الدراسات إلى وجود صلة إيجابية بين شرب الشاي وخطر الإصابة
بإمراض القلب، وتبين أن المواد المانعة للأكسدة تتواجد في الدم فترة
قصيرة من شرب الشاي، وأنها تتوزع على أنسجة الجسم، ولا توجد
فروق بين الشاي الأخضر والشاي الأسود فيما يتعلق بامتصاص هذه المواد
ويوضح الباحثون أن شرب الشاي قد يساعد في تخفيف الإجهاد بثلاث طرق:
تتمثل الأولى في: أن الأشخاص يأخذون قسطا من الراحة أثناء شرب الشاي
ويصرف انتباههم عن المشكلات التي يواجهونها
ويوفر لهم الفرصة للبحث عن حلول بديلة لهذه المشكلات.
أما الطريقة الثانية: فهي أن شرب الشاي يعدل المزاج،
وهناك دلائل تبرهن صحة هذا القول.
أما الطريقة الثالثة: فهي أن للشاي تأثيرات فسيولوجية تخفف
الإجهاد، فالشاي يحتوي على مجموعة من المواد الكيميائية
التي تؤدي إلى مواجهة أضرار النشاط الفسيولوجي، وتخفف
الإجهاد المتمثل في الاستجابة للإجهاد، أما من ناحية وجود مادة
الكافيين المنبهة فقد تبين أن الشاي يحتوي على أقل من نصف
الكمية مقارنة بالقهوة، وتشير التوصيات إلى أن هذه المادة تصبح
مؤثرة سلبا على الصحة عندما يزيد استهلاكها اليومي عن
300 ملغرام أي أكثر من 8 أكواب شاي في اليوم وحوالي 3 أكواب قهوة.
وهناك جانب آخر وهو تأثير الشاي السلبي على امتصاص الحديد،
وفي هذه الحالة نحب أن نوضح أن الشاي يؤثر على امتصاص الحديد
الذي يأتي من أغذية نباتية، مثل الخضراوات والتمر والحبوب والبقول،
ولكن لا يؤثر الشاي على الحديد في الأغذية الحيوانية، مثل اللحم والسمك
والدجاج، وعليه فإن الأشخاص الذين يتناولون كميات كافية من هذه
الأغذية الحيوانية فإن الشاي لا يعتبر عاملا سلبيا في امتصاص الحديد
لديهم، أما الأشخاص الذين يعتمدون بشكل كبير على الأغذية النباتية
، مثل النباتيين وغيرهم، فإن الشاي سوف يقلل من امتصاص الحديد
على شرط أن يتم تناول الشاي بعد ساعتين من الوجبة أو بين الوجبات
فإن ذلك لا يؤثر على امتصاص الحديد.
وهناك طريقة فعالة لزيادة امتصاص الحديد مع التمتع بشرب الشاي،
وهي تناول أغذية غنية بالفيتامين (ج)، إن هذا الفيتامين يضاعف امتصاص
الحديد وقد تصل المضاعفة إلى 10 مرات حسب نوع الأغذية،
وعليه فيمكن أن يتناول الشخص كوباً من عصير البرتقال أو الجوافة
أو المانجو ويستمتع بشرب الشاي.