أجمل من القمر !
محمد و ما أدراك ما محمد صلى الله عليه و سلم
إنه النبي المصطفى و الرسول المجتبى خليل الرحمان عز وجل
إنه البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه و السراج المنير
إنه خير من ولد , و خير من مشى على وجه الأرض...
قد حباه الله جمالا في الأخلاق و جمال في الأوصاف بل و حتى جمالا في الإسم
فتعالوا بنا نذكر بعض مظاهر هذا الجمال...
لأن الحديث عن الجميل جمال..
جمال الإسم :
محمد صلى الله عليه و سلم
اسم على مسمى
له اسمان فاقا الروعة مشتقان من الحمد :فهو " محمد" و " أحمد"
قال عليه الصلاة و السلام معلّقا على اسمه في حديثٍ بالبخاري يقول:" أنا
محمّد وأنا أحمد وأنا الماحي وأنا الحاشر وأنا العاقب." رواه البخاري
ومسلم..
فما معنى كلمة محمّد؟
محمّد من صفة الحمد وهو الذي يحمد ثم يحمد ثم يحمد، فلا يحمد مرة واحدة فقط من عظمة أفعاله، إنما يحمد كثيرا فصار محمّداً.
وماذا يعني أحمد؟
هو أحمد الحامدين على الإطلاق فلا أحد يحمد الله مثله. فأحمد هو أعظم من حمد الله..
وبهذا فإن محمّداً تحمده الناس كثيرا على أفعاله...
و قد كان صلوات ربي و سلامه عليه اسما على مسمى قال تعالى حامد له و مثنيا عليه (و إنك لعلى خلق عظيم )-سورة القلم-
جماله الخِلقي :
محمد صلى الله عليه و سلم
جمال باهر!
إن أول ما يقع بصر الإنسان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشعر أنه
أمام جمال مدهش لا مثيل له ، ومظهر يوحي بثقة مطلقة لا حد لها ، وهذا ما
انعقد عليه إجماع من شاهدوه عليه الصلاة والسلام :
وقد تفنن الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم في وصف جماله الأخاذ ..
و إليكم بعض تلك الأوصاف :
وصف جابر بن سمرة :
أخرج الدارمي والبيهقي عن جابر بن سمرة قال : "رأيت النبي صلى الله عليه
وسلم في ليلة أضحيان – أي : مقمرة مسفرة – فجعلت أنظر إليه وإلى القمر
فلهو كان أحسن في عيني من القمر " .
وأخرج مسلم عن جابر بن سمرة أيضا في وصف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بل مثل الشمس والقمر مستديراً " .
وصف أبي هريرة :
أخرج الترمذي والبيهقي عن أبي هريرة قال : " ما رأيت شيئاً أحسن من رسول
الله صلى الله عليه وسلم كأنَّ الشمس تجري في وجه ، وما رأيت أحداً أسرع
في مشيه منه كأن الأرض تطوى له إنا لنجهد وإنه غير مكترث " .
وصف البراء :
وأخرج الشيخان عن البراء قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيد
ما بين المنكبين ، يبلغ شعره شحمة أذنيه ، ما رأيت شيئاً أحسن منه " .
وأخرج الشيخان عن البراء أيضا قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير " .
وصف أبي الطفيل :
وأخرج مسلم عن أبي الطفيل أنه قيل له صف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان أبيض مليح الوجه " .
وصف أبي عبيدة :
وأخرج الدارمي والبيقهي والطبراني وأبو نعيم عن أبي عبيدة قال : قلت
للربيع بنت معوذ : صفي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : " لو رأيته
قلت الشمس طالعة " .
وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم القدمين حسن الوجه لم أر بعده مثله " .
وصف أمد بن أبد الحضرمي:
وأخرج أبو موسى المديني في كتاب الصحابة عن أمد بن أبد الحضرمي قال : "
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت قبله ولا بعده مثله " .
وصف ابن عمر :
وأخرج الدارمي عن ابن عمر قال : " ما رأيت أشجع ولا أجود ولا أضوأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
وصف محرش الكعبي :
أخرج أحمد والبيهقي عن محرش الكعبي قال : " اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة " .
ومن شعر عمه أبي طالب فيه :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وصف علي كرم الله وجهه :
أخرج عبد الله بن الإمام أحمد والبيهقي عن علي قال : " كان النبي صلى الله
عليه وسلم ليس بالذاهب طولاً ، وفوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم ، أبيض
ضخم الهامة – أي : الرأس – أغر أبلج أهدب الأشفار – أي : طويل شعر العين
أسوده – كأن العرق في وجهه اللؤلؤ ، لم أر قبله ولا بعده مثله " .
ومن وصف هند بن أبي هالة له :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً ، يتلألأ وجهه تلألؤ
القمر ليلة البدر ... عظيم الهامة ، رجل الشعر ... أزهر اللون ، واسع
الجبين ، أزج الحواجب سوابغ في غير قَرَن ، بينهما عرق يدره الغضب (
الحاجب الأزج المقوس الطويل الوافر الشعر ) أقنى العرنين ( العرنين الأنف
أو ما صلب منه والقنا طول الأنف ودقة أرنبته واحد يداب وسطه ) له نور
يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله أشم ( الأشم الطويل قصبة الأنف ) كث اللحية ،
أدعج ( الدعج شدة سواد العين ) سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ، مفلج
الأسنان ( أي لأسنانه رونق وغير متراكبة ) دقيق المسربة ( أي خفيف شعر ما
فوق السرة ) كأن عنقه جيد دمية في صفاء ، معتدل الخلق ، بادن متماسك سواء
البطن والصدر ، عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ... أنور المتجرد ، طويل
الزندين ، رحب الراحة ... شثن الكفين والقدمين ، سابل الأطراف ( أي طويل
الأصابع ) خمصان الأخمصين .. ذَريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب ،
وإذا التفت التفت جميعاً ، خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى
السماء ... " .
وكان إذا مس أحداً أحس بطمأنينة عجيبة وروح عجيب :
أخرج أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال : " اشتكيت بمكة فدخل علي رسول اللهصلى
الله عليه وسلم يعودني ، فوضع يده على جبتهي فمسح وجهي وصدري وبطني ، فما
زلت يخيل إلي أني أجد يده على كبدي حتى الساعة " .
وأخرج مسلم عن جابر بن سمرة قال : " مسح رسول الله خدي فوجدت ليده برداً
وريحاناً كأنما أخرجهما من جونة عطار " . وأخرج الشيخان عن أنس قال : " ما
مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
وكان منظره يوحي لمن يراه بأنه أمام نبي :
أخرج الترمذي عن عبد الله بن سلام قال : " لما قدم النبي صلى الله عليه
وسلم المدينة جئته لأنظر إليه فلما استبنت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه
كذاب " .
وعن أبي رمثة التميمي قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ابن لي فأُريته فلما رأيته قلت هذا نبي الله " .
ويقول عبد الله بن رواحة في وصفه :
لو لم تكن فيه آيات مبينة لكان منظره ينبيك بالخبر
هذه بعض آثار مما ورد وصف تكوينه الجسمي نقلناها بين يدي صفاته وكمالاته
الخُلقية العظيمة لتتضح لك شخصيّته من جميع جوانبها عليه الصلاة والسلام .
جماله الخُلُقي:
خلق عظيم
أما الخُلق فلا يوجد هناك وصف أدق و أجمل من وصف الله له و وصف عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها :
قال عز وجل عنه (و إنك لعلى خلق عظيم ) -سورة القلم-
وعن سعد بن هشام قال سألت عائشة فقلت أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : "كان خلقه القرآن " رواه مسلم
فبأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم
ما أجمل الحديث عنه صلى الله عليه و سلم و ما أعطره ..!
و الله لقد تعطرت الصفحة و أشرقت بالحديث عنه ...و كيف لا و محمد أطيب من المسك و أحلى من القمر !
فاللهم ارزقنا حبا ممزوجا و مزينا باتباعه صلى الله عليه و سلم و لا
تحرمنا من رؤيته في الدنيا و الآخرة و اجمعنا به في الفردوس ...أمين