عرفتك من عامين ينبوع طيبة
ووجها بسيطا كان وجهي المفضلا
وعينين انقى من مياه غمامة
وشعرا طفولي الضفائر مرسلا
وقلبا كاضواء القناديل صافيا
وحبا كأفراخ العصافير اولا
اصابعك الملساء كانت مناجما
الملم عنها لؤلؤا وقرنفلا
واثوابك البيضاء كانت حمائما
ترشرش ثلجا حيث طارت ومخملا
عرفتك صوتا ليس يسمع صوته
وثغرا خجولا كان يخشى المقبلا
فأين مضت تلك العذوبة كلها
وكيف مضى الماضي وكيف تبدلا؟
توحشت حتى صرت كقطة شارع
وكنت على صدري تحومين بلبلا
فلا وجهك الوجه الذي قد عبدته
ولا حسنك الحسن الذي كان منزلا
وداعتك الاولى استحالت رعونة
وزينتك الاولى استحالت تبذلا
ايمكن ان تغدو المليكة هكذا؟
طلاء بدائيا وجفنا مكحلا
ايمكن ان يغتال حسنك نفسه
وان تصبح الخمر الكريمة حنظلا
يروعني ان تصبحي غجرية
تنوء يداها بالاساور والحلى
تجولين في ليل الازقة هرة
وجودية ليست تثير التخيلا
سلام على من كنتها يا صديقتي
فقد كنت ايام البساطة اجملا